مستشفى بهية جعلتني أشعر أن المرض فرصة ثانية للحياة
أنا سيمونا لبان، عندي ٢٧ سنة، متزوجة
ولدي توأم، تزوجت في سن صغيرة، وأنجبت أبنائي بعد سنة من الزواج، حياتي كانت تسير
بشكل طبيعي إلى حد كبير، لكن فجأة دون سابق إنذار بدأت تظهر "كلاكيع"
تحت الإبط وفي الثدي، أخبرت إحدى صديقاتي بالأمر، والتي بدورها أخبرتني أن مستشفى
بهية تجري فحوصا مجانية، في البدء لم أعط الأمر اهتماما حقيقي، لكن صديقتي أصرت
على ضرورة الذهاب للاطمئنان، أجريت اتصالا هاتفي وأخبرتهم بالأعراض التي لدي، لم
يمر سوى أيام قليلة حتى تلقيت اتصالا هاتفي من المستشفى تخبرني بموعد الفحص.
في اليوم التالي، ذهبت في الموعد
المحدد، عندما وقفت أمام المستشفى ورأيت اللافتة التي كتب عليها " بهية للكشف
المبكر عن سرطان الثدي" شعرت بخوف شديد، استجمعت قواي وقررت أن أخوض التجربة
للنهاية، في الحقيقة ظننت أن الأمر سيكون متعبا ومرهقا إلى أبعد حد، في النهاية
فإن مستشفى بهية مستشفى مجانية لا يوجد مقابل ولا بسيط يتم دفعه، لدي خبرة سابقة
سيئة فيما يخص المستشفيات العامة، لكن فوجئت بقدر كبير من الاهتمام والنظافة
والكفاءة العالية، خلال ساعات قليلة أجريت كافة الفحوصات اللازمة والأشعة، دون
مقابل بشكل كامل.
بعد ثلاثة أيام من إجراء الفحوصات
والأشعة، تلقيت اتصالا هاتفي من المستشفى تخبرني بضرورة الحضور لعقد ما يشبه
الاجتماع برفقة الطبيب، هناك تلقيت الخبر كالصاعقة، حاول الطبيب أن يكون يخبرني
بحقيقة إصابتي بشكل تدريجي، فهمت في نهاية الأمر أنني مصابة بسرطان الثدي.
حالة من الصمت التام سيطرت علي، أخبرت
الطبيب أنني فهمت ما يرمي إليه، تركته وخرجت، أعتقد أنني مشيت قرابة الخمس محطات
دون أن أشعر بأي إرهاق، مثلما يقولون في الروايات كنت هائمة في الأرض، لم يشغل
بالي ماذا سوف يحل بي، لكن كل ما كان يشغلني هو ما مصير أطفالي.
قررت أن أتماسك أكثر، وأن أبدأ رحلة
العلاج، لأكتشف خلالها مستشفى بهية أكثر فأكثر، هناك وجدت راحة واهتمام كبير، منذ
اليوم الأول كان هناك الدعم النفسي التام، جلس معي الطبيب يخبرني بخطة العلاج،
استمعت له بعناية، وقررت أني لن أترك أبنائي وحدهم وسوف أحارب من أجلهم المرض
والموت في آن واحد.
في مستشفى بهية بدأت أعيد اكتشاف نفسي
من جديد، كنت قد وهبت نفسي لأطفالي فقط، كان عالمي صغيرا إلى أبعد حد، واكتشفت من
خلال بهية عالما آخر، هناك تعلمت كيفية عمل الإشغالات اليدوية، في بهية هناك يولون
اهتماما كبيرا بالدعم النفسي من خلال أكثر من طريق، فهناك ورش عمل في مجالات
مختلفة ومتنوعة،
تعلمت من خلال تلك الورش العديد من المهارات التي منحتني دعم مضاعف للانطلاق من
جديد في الحياة وأنا الآن أفضل بكثير بفضل عائلة بهية.